شرح الکافی-الأصول و الروضه (للمولى صالح المازندرانی) ؛ ج1 ؛ ص84
5- «و عنه، عن أحمد بن محمّد، عن ابن فضّال، عن الحسن بن الجهم» «قال: قلت لأبی الحسن علیه السّلام: إنّ عندنا قوما لهم محبّه و لیست لهم تلک» «العزیمه یقولون بهذا القول؟ فقال: لیس اولئک ممّن عاتب اللّه إنّما قال اللّه:» «فَاعْتَبِرُوا یا أُولِی الْأَبْصارِ».
______________________________
«الشرح»:
(و عنه) أی عن محمّد بن یحیى (عن أحمد بن محمد) الظاهر أنّه أحمد بن محمّد بن عیسى الأشعری و یحتمل أحمد بن محمّد بن خالد البرقی لأنّ محمّد بن یحیى یروی عنهما إلّا أنّ روایته عن الأوّل أکثر و روایه الأوّل عن ابن فضّال أشهر و کلاهما عدلان ثقتان (عن ابن فضّال عن الحسن بن الجهم قال: قلت لأبی الحسن علیه السّلام) الظاهر أنّه أبو الحسن الرضا علیه السّلام و یحتمل أبا الحسن موسى بن جعفر علیهما السّلام لأنّ الحسن بن الجهم یروی عنهما (إنّ عندنا قوما) من الشیعه و التنکیر للتکثیر (لهم محبّه) لکم أهل البیت و التنکیر للتحقیر (و لیست لهم تلک العزیمه) الواو للعطف أو للحال و العزم إراده
شرح الکافی-الأصول و الروضه (للمولى صالح المازندرانی)، ج1، ص: 85
الفعل و القطع علیه و الجدّ فیه یعنی لیس لهم القطع و الیقین بمحبّتکم کما یکون لخلّص شیعتکم و ذلک لعدم کمالهم فی العقل و التمییز و عدم تمسّکهم فی الدّین بالبرهان (یقولون بهذا القول) بمجرّد التقلید و النشوء علیه لا بالبصیره و البرهان و هو تأکید للسابق و لذا ترک العاطف (فقال لیس اولئک ممّن عاتب اللّه) للتقلید و ترک الاستدلال لأنّ الاستدلال متوقّف على إدراک مقدّمات مناسبه للمطلوب و اعتبار الحدود فیها و ترتیبها على نهج الصواب و اعتبار الشرائط المعتبره فی الانتاج و قوّه الانتقال منها و لا یتصوّر ذلک إلّا فیمن له قوّه استعدادیه و بصیره عقلیّه و مکنه ذهنیه[1] و لیس أولئک بهذه الصفه فلا یتعلّق بهم الخطاب بالاستدلال و العتاب بترکه (إنّما قال اللّه فَاعْتَبِرُوا یا أُولِی الْأَبْصارِ) خص الأمر بالاعتبار باولى الابصار و الحثّ على الاستدلال بذوی الأفکار إذ لهم أذهان ثاقبه و عقول کامله و بصائر نافذه تمکّنوا بها من معرفه غوامض الأمور من مبادیها، فأولئک مکلّفون بمعرفتنا و التصدیق بولایتنا و الاقرار بامامتنا و البلوغ إلى أعلى مراتب محبّتنا بمناهج البرهان و معارج التبیان، فان فعلوا اتّصفوا بحقایق الایمان و صاروا رفقاءنا فی الجنان و إن أهملوا تمسّکوا بعروه الکفران و استحقّوا عذاب النیران و مذله الخذلان و هذا الحدیث کما ترى صریح فی أنّ التکلیف عاجلا و تحصیل کمال الرّضا و القرب عاجلا و آجلا متوجّه إلى العاقل الکامل، و أنّ الضعفاء من الشیعه غیر مؤاخذین بالتقلید فی اصول الدین، و أنّ هذا الصنف دون الصنف الأوّل فی الثواب و العقاب کما قال سبحانه «وَ رَفَعَ بَعْضَکُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجاتٍ».[2]
[1] ( 1) فى بعض النسخ[ سمه ذهنیه].
[2] مازندرانى، محمد صالح بن احمد، شرح الکافی-الأصول و الروضه (للمولى صالح المازندرانی)، 12جلد، المکتبه الإسلامیه – تهران، چاپ: اول، 1382 ق.